الفضول يسيطر على عناصر الحسبة في شوارع الرقة ودير الزور عبر دوريّاتهم اليوميّة المتجوّلة، الحسبة أو ما يطلقون عليها اسم ديوان الحسبة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" العبارة الموجودة على كلّ بناء اتخّذه داعش كمقر رئيسي للعاملين في مجال الحسبة وعلى السيّارات التي يستخدمونها في تنقّلاتهم اليوميّة.
ويقول بعض الشباب من ريف حلب أنّ سيّارة الحسبة والخوف منها تعيد إلى الأذهان الخوف من دوريّات الشرطة أيّام سيطرة النظام على مناطق الريف الحلبي عندما يسيّر الدوريّات بحثاً عن المظاهرات من أجل إلقاء القبض على المتظاهرين.
يقول الشاب يوسف أحد أبناء مدينة منبج الواقعة بريف حلب الشرقي: "حركة المشاة المدنيين قليلة في شوارع المدينة إذا ما تمّت مقارنتها مع العام الماضي عندما كانت فصائل الثوّار تسيطر على المدينة، حيث كنّا كلّ يوم نسهر في الحدائق وعند دوّار الكتاب".
ويرى يوسف أنّ دوريّات الحسبة المتكررة كل بضع ساعات عندما تبحث عن تاركي الصلاة، هم السبب الرئيسي لركود حركة البلد. في نفس السياق يطرح عناصر داعش داخل سيّارة الحسبة السؤال الذي اعتاد عليه أبناء الريف الحلبي الشرقي وهو جوّالك يا شيخ؟ وذلك من أجل التحققّ من البيانات الموجودة في ذاكرة الهاتف النقّال.
الشاب مجد روى تجربته لأخبار الآن قائلاً: "بعد أكثر من سنة من العمل في تركيّا عُدت لزيارة أهلي في الرقة، وعند دخولي المدينة طلب منّي الحاجز الموجود على مدخلها جوّالي، فأعطيته إيّاه وبدأ بالبحث بداخله فرأى صورة أختي الصغيرة".
ويكمل القصّة: "بدأ الشاب بتأنيبي على وضعي للصورة في جوّالي علماً أن أختي تبلغ من العمر تسع سنوات، فتركني بعد أن قام بعمل تهيئة لذاكرة الجوّال وتوعّدني بعقوبة قاسية إذا تمّ القبض علي وضمن جوّالي مثل هذه الصورة".
من القصص التي حدثت منذ أسبوعين قبض عناصر التنظيم على طفل عمره سبع سنوات بتهمة عدم الذهاب إلى الجامع!.. يقول والد الطفل ج، ع: "لقد أتاني الولد مذعوراً ووجه أصفر، بعد أن هدئ قليلاً قال لي أنّ عنصر من داعش نزل من السيّارة وهجم عليه وأمسكه وتوعّده بالقتل ذبحاً كونه لم يكن في الجامع بنفس الوقت، وعند انشغال العنصر بالكلام مع زميله هرب الطفل من أمام السيّارة مسرعاً إلى المنزل".
في قصّة أخرى رواها للأخبار الآن مواطن من مدينة الرقة عندما قال "لقد أرسلت ابنتي من أجل أن تصطف عند دور النساء من أجل تحصيل الخبز، اعتقلوها بحجّة أنّها غير محتشمة".
ويضيف: "شاب من نفس الحي الذي أقطن به أتى إلي وقال اعتقلوا ابنتك ويريدونك لأمر ما، فذهبتُ إليهم في دور الحسبة فعرفت أنّ السبب هو عدم ارتدائها اللباس الشرعي، كان مطلوباً منّي أن أمضي على تعهّد بالتزام إلباس ابنتي الخمار الأسود، وتوعّدوني بالعقوبة في حال عدم التقيّد بالتعليمات، رغم أنّ ابنتي في الصف الخامس الابتدائي".
سيّارات الحسبة أصبحت مصدر قلق وخوف جميع المواطنين صغاراً وكباراً وفي كلّ مكان،والكل يجمع أنّ تشديد التنظيم على الناس يخدم الأسد بالدرجة الأولى وقبل أي شيء آخر.