قتل اكثر من الفي شخص خلال اربعة اشهر من النزاع في اوكرانيا بين القوات النظامية والانفصاليين الموالين لروسيا وفقا لحصيلة جديدة للامم المتحدة في حين يدور اختبار قوة بين موسكو وكييف حول نقل مساعدات انسانية روسية .
وافادت سيسيل بويي المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان لدى الامم المتحدة في جنيف ان عدد القتلى في النزاع شرق اوكرانيا تضاعف خلال 15 يوما لترتفع الحصيلة الاجمالية الى 2086 قتيلا.
وقالت المتحدثة ان هذه الحصيلة هي بناء على "تقدير متحفظ" لعدد القتلى بين منتصف نيسان/ابريل الى 10 اب/اغسطس، يضاف اليهم 4953 جريحا بينهم على الاقل 30 طفلا. وتشمل هذه الحصيلة ضحايا القوات المسلحة الاوكرانية، والمجموعات المسلحة والسكان المدنيين.
وهذه الارقام الجديدة "تقديرات حذرة جدا" نشرتها الامم المتحدة في ضوء وضع يتدهور بسرعة فائقة بالنسبة للسكان وبسبب الصعوبات في الاتصالات جراء المعارك.
وفي حين يصبح مصير المدنيين اكثر ماساوية كانت قافلة مساعدات انسانية روسية تضم 300 شاحنة لا تزال عالقة الاربعاء في جنوب روسيا بسبب اختبار قوة بين موسكو وكييف حول طريقة توزيع المساعدات في اوكرانيا.
وتشتبه اوكرانيا كما عدة دول غربية في ان تكون القافلة التي انطلقت صباح الثلاثاء من قاعدة عسكرية في ضواحي موسكو تغطية لتدخل روسي محتمل في اوكرانيا. وهو سيناريو وصفته وزارة الخارجية الروسية ب"غير المعقول".
وتتهم كييف والغرب روسيا بمد الانفصاليين بالاسلحة منذ اندلاع النزاع ما تنفيه موسكو.
وافاد مراسل فرانس برس على الارض ان القافلة المحملة بحسب موسكو باكثر من 1800 طن من الاغذية والادوية والمولدات كانت متوقفة مساء الاربعاء في قاعدة عسكرية في فورونيج على بعد 300 كلم من الحدود الاوكرانية ما يعني انها لم تتقدم منذ 24 ساعة.
وطالبت السلطات الاوكرانية بافراغ الشحنة عند اقرب مركز حدودي قرب منطقة خاركيف (شمال شرق اوكرانيا) ثم تحميلها في شاحنات للصليب الاحمر وهو ما رفضته روسيا بحسب كييف.
واقترحت اوكرانيا مساء حلا اخر. وقال المتحدث باسم الرئيس الاوكراني سفياتوسلاف تسيغولكو"تمر المساعدات (الموجهة الى) لوغانسك عبر مركز حدودي قريب من هذه المدينة، رجال الجمارك وحرس الحدود الاوكرانيون ومراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا يفتشون الحمولة على الحدود الروسية الاوكرانية. تدخل القافلة بعدها الى الاراضي التي يسيطر عليها المتمردون. بعد وصولها الى لوغانسك يوزع الصليب الاحمر المساعدات على المدنيين".
وفي محادثة هاتفية مع الرئيس الاوكراني الاربعاء اقترح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان تشارك الامم المتحدة مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جهود تنسيق المهمة الانسانية في لوغانسك.
وفي لوغانسك حيث كان يقيم 500 الف شخص قبل المعارك، تقول السلطات ان الاوضاع "صعبة جدا" في المدينة المحرومة من الكهرباء والمياه منذ حوالى اسبوعين وانها بدات تواجه نقصا في الادوية والاغذية.
وقال المتحدث العسكري اندري ليسنكو الاربعاء ان عملية جارية فيها لاستعادة المدينة من المتمردين.
ويشن الجيش الاوكراني في دونيتسك منذ اكثر من شهر هجومه الرئيسي لعزل المدينة التي كان يقيم فيها مليون شخص قبل اندلاع المعارك. ويبدو ان القصف الاوكراني اضعف مواقع الانفصاليين وادى الى سقوط قتلى بين المدنيين.
واعلن ناطق باسم حركة برافي سكتور ان 12 من اعضاء هذا التشكيل القومي المتشدد يقاتلون في صفوف القوات الاوكرانية في الشرق قتلوا اليوم الاربعاء في كمين في دونيتسك.
وقال الناطق باسم الحركة ارتيم سكوروبادسكي لوكالة فرانس برس انهم "سقطوا في كمين واصيبوا بالرصاص في محطة القطارات في منطقة بتروفسكي" غرب دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا.
واعلن الجيش الاوكراني عن سقوط 11 قتيلا في 24 ساعة.
ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء الى شبه جزيرة القرم
التي ضمتها روسيا في اذار/مارس، لرئاسة اجتماع لمجلس الامن القومي الذي سيبحث الوضع في اوكرانيا.
ويفترض ان يلقي كلمة الخميس في القرم امام نواب روس.